أسير العادة
هل فكرت لحظة في بعض العادات التي اصبحت جزء لا يتجزأ من حياتك؟ مثلا اعرف بعض الاشخاص الذين يضعون خمسة ملاعق من السكر في الشاي في كل مره يشربونه، وعندما تسألهم لماذا هذا الكم الكبير من السكر، يكون ردهم: "لقد تعودنا على مذاق الشاي هكذا."
قرأت في يوم من الايام في مجلة رائعة ربما يتذكرها البعض اسمها "هو و هى" ان اللسان يتعود على اي مذاق جديد بعد اسبوعين و لذا فقد قررت ان أخوض تلك التجربة و اشرب قهوتي بدون سكر و الان اصبحت لا استطيع تحمل مذاق القهوة المحلاة. لقد تعود لساني بالفعل على مذاق القهوة بدون سكّر.
كل ما في الأمر انني قررت بإرادة قوية ان أتحرر من هذا العدو المسمى سكر.
حكت لي احدى الاخوات المحبات للرب انها اسيرة المسلسلات التليفزيونية وانها تقضي وقت امام التلفزيون اكثر من الوقت الذي تقضيه في محضر الله و ربما لا تذهب إلى احد الاجتماعات بسبب مسلسل تعلقت بمتابعة حلقاته و يفعل ذلك ايضا الشغوفين بكرة القدم أو أي رياضة أخرى فما بالك بالتليفونات الذكية و كل ما فيها يشجع على الإدمان. وجدوا في أمريكا أن أعلى نسبة من الحوادث على الطرقات سببها إستخدام الهاتف الذكي ولذا فغرامة استخدام الهاتف هنا وأنت تقود سيارتك تصل إلى أكثر من 250 دولارا أمريكيا. قيس على ذلك كل عادة تجعلنا مستعبدين لسيطرتها.
والان كيف نتحرر من عادات سيطرت علينا ربما لسنوات وسنوات.
يبدأ الأمر عندما نجلس في محضر الله ونكتب في محضره كل عادة يشير إليها الروح القدس على أنها ضارة وغير نافعة.
يمكن تعريف العادة بأنها "أمر يتم فعله مرارا وتكرار دون توقف ويصبح مع الوقت فعل مكتسب ومتكرر حتى صار تلقائياً. كلنا بلا إستثناء لدينا عادات سواء جيدة أو سيئة. حتى حديثي الولادة قد يأتون إلى هذا العالم ولديهم عادة مص أصابعهم على سبيل المثال. ولكن، بالنسبة للمؤمنين، فإن حياتهم كلها هي حياة تتغير بتجديد أذهانهم (رومية 12: 2). هذا يعني تغيير العادات القديمة (السيئة) بعادات جديدة (جيدة) تطور حياتنا للأفضل في ضوء وارشاد الروح القدس فتكوين عادة جديدة من جانبنا. قد نحتاج إلى غرس نمط جديد للتفكير، وأن نتحول من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي لكي نكون "مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (كورنثوس الثانية 10: 5).
العادات السيئة او الضارة هي جزء من محاولة إبليس للهيمنة على فكر أولاد الله بل و استعبادهم و لنعلم يقينا أنه إن حررنا الإبن فبالحقيقة نحن أحرارا في المسيح يسوع ربنا فلماذا نسمح لإبليس بإستعبادنا؟
1- قيّم حياتك من خلال عدسة ومنظور كلمة الله، فأفكار الكتاب تعبر بعمق عن فكر وسلوك أولاد الله.
2- خلق الله البشر على صورته وكشبهه ليستمتعوا بالشركة معه و بالحرية التي لنا في شخصه ولكن تم الازدراء بهذه الحرية والكرامة وتدميرها بالتمرد على الله و لكن موت سيدي الرب أعتقنا من العبودية لأي أمر و نقلنا مرة أخرى إلى حرية مجد أولاد الله فلماذا نسلم أنفسنا مرة أخرى للاستعباد بمحض إرادتنا؟