Slideshow image

القيادة في المسيحية: وكالة الهية

إن القيادة الروحية هي وكالة يمنحها الله لأشخاص إختارهم بالنعمة، كي يقودوا سواهم، إما إلى التوبة والطاعة، وإما إلى الإيمان الكامل والنمو الروحي إلى ملء قامة المسيح. وعلى عكس الوكالة البشرية التي يكتبها صاحب الملك إلى وكيل يثق به لإدارة شؤون املاكه، فإن الوكالة الروحية قد كتبت بروح الله الحي، وختمت بختمه، لا على قصائص من ورق، بل على الواح من لحم ودم، أي في قلوب القديسين (2 كو 3: 3). فالقائد الروحي هو وكيل الله (تي 1: 7)، ومركز الله في إتمام مقاصده ومخططاته، وهو يعمل عمل الله بمقدار نصيبه من النعمة التي وهبها له الله( اف4: 7). وفي عمله مع الله، هو منقاد انقيادا تاما للروح القدس ومدفوعا بإلحاح من الروح لإتمام قصد الله وإعلان مجده.

وعلى غرار الوكالة البشرية،  التي يؤدي الوكيل في نهايتها حسابا عن وكالته ( لو16: 2)، فالقائد الروحي عليه أن يؤدي كذلك حسابا عن وكالته التي تسلمها من الرب يسوع ( عب13: 17).

لقد خلقنا الله لكي نقود ونتسلط ونخضع جميع خلائقه من اجل مجده. قال الله:" انموا وأكثروا واملاوا الأرض وأخضعوها، وقال أيضا ليتسلطوا على كل خلائق الله( تك1: 28 بالجمع اي الكل يتسلط). ثم جاء الله بجميع خلائقه وأوكل إلى آدم امر تسميتها، فيحمل كل منها الاسم الذي يسميها به. ثم بنى الرب الإله إمرأة وجاء بها إلى آدم وأوكل اليه امر تسميتها (تك2 :19, 22). فآدم الأول كان أرفع شأنا من الملائكة، إذ انه، وهو في حضرة الله، لم يكن يستر وجهه او عريه بيديه. ولكن آدم، بعدما أخطأ، أدى حسابا عن وكالته بالموت، كذلك جميع البشر أدوا حسابا عن وكالتهم بالموت.

فنحن إذا ملزمين ان نقود بموجب وكالة ائتمننا عليها المسيح. فهو أوكل إلى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض أنبياء والآخرين مبشرين ورعاة ومعلمين( اف4: 11). وأوكل إلينا الأسرار الإلهية(1 كو4: 1) ومواهب الروح القدس المتنوعة(1بط4: 10) وذلك كي نقود العالم إلى الخلاص الذي في المسيح. فإذا نظرنا إلى عالمنا الحاضر، ندرك أن إله هذا العالم قد أوكل إلى اتباعه أن يقودوا العالم إلى الموت والهلاك (اف2: 1, 2). اما قائدنا إلى الخلاص فقد أوكل إلينا قيادة العالم إلى الخلاص والحياة الابدية (مر16: 15. مت28: 18- 20) فكلما أمعنا النظر في هذا العالم، ندرك أيضا أن الكثيرين من المؤمنين لا يعملون بموجب الوكالة التي تسلموها من الرب يسوع.

لقد أوكل الله بسيادته المطلقة إلى آدم الأول أن يقود العالم، ففشل. والمسيح المخلص بما له من سلطان مطلق على الذين خلصهم، أوكل اليهم قيادة العالم فلا نفشل. فالمفديون إذا، وبفضل خلاصهم ملزمين بإطاعة الذي افتداهم. وعلى غرار أولئك الذين اشتروا بثمن(1بط 19: 19) فأصبحوا إذ ذاك ليسوا لأنفسهم، بل للذي اشتراهم، فالذي اشتراهم أوكل اليهم قيادة سواهم الى الخلاص، فلا نأتي اليه ولا شيئ في ايدينا( خر23: 15)، بل نأتي اليه قائلين ها أنا والأولاد الذين أعطيتني اياهم ( إش8: 18). لأن الحصاد كثير والقادة قليلون، فلنطلب إذا من رب الحصاد أن يرسل قادة لحصاده.

 الذي له المجد والسلطان الآن والى الأبد آمين.