Slideshow image

ما هي القيادة المسيحية ؟

أعظم قائد تتعلم منه البشرية القيادة هو الرب يسوع المسيح الذي قال عن نفسه في يو 10 : 11 ( انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ). نرى في هذه الاية وصف للقائد المسيحي، شخص يقوم بدور الراعي للقطيع.

الخراف هي من الحيوانات غير الذكية، وايضا سهلة ان يحدث لها الاذى وهنا يقوم الراعي بعدة ادوار بالنسبة للقطيع فهو يقود ويطعم ويغذي ويقوم بحماية القطيع.

الراعي الذي من الرب والذي يقوم بدور القيادة عليه ان يكون قدوة في القداسة والبر في حياتة الخاصة ويشجع الاخرين ان يتبع مثاله، القديس بولس الرسول يعلمنا ويقول ( كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح ) 1كو 11 :1

 

القائد المسيحي يتبع الرب يسوع ويقوم بالاتي : -

يلهم الاخرين ان يتبعوه بدورهم .

يقوم القائد المسيحي باطعام القطيع بكلمة الله ، الطعام الوحيد الذي يضمن مؤمنين اصحاء ، الكتاب المقدس فقط وليسه فلسفة العالم او حكمة العالم ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الرب ) تث 8 : 3 .

إننا كمؤمنين نعيش في العالم اليوم، نعاني من جروح كثيرة في أرواحنا، ونحن بحاجة إلى قادة محبين يحملون أثقالنا معنا ويتعاطفون مع ظروفنا ويصبرون علينا ويشجعوننا بكلمة الله ويأتون بمشكلاتنا أمام عرش الآب.

وكما أن الراعي يستخدم عصاه لكي يجذب خروف شارد للرجوع نحو القطيع، هكذا أيضاً فإن القائد المسيحي يقوِّم ويؤدب من هم تحت مسئوليته عندما يشردون بعيداً. ولكن دون غل أو حقد أو غطرسة بل "بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ" (غلاطية 6: 1)، فيجب على القادة أن يقوموا بدورهم وفق المباديء الكتابية.

إن التقويم أو التأديب لا يكون أبداً خبرة مسرة لأي من الطرفين، ولكن القائد الذي يفشل في هذه الناحية لا يظهر المحبة لمن هم في رعايته. "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ..." (أمثال 3: 12)، ويجب أن يتبع القائد المسيحي مثال الرب.

إن المسيحية تؤمن بالقيادة الأمينة التي يوصينا بها الكتاب على لسان بولس الرسول: "أطيعوا مرشديكم وأخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا" (عب 13: 17).

فالمسيحية هي التي تبنت أو بمعنى أدق أسست مفهوم "القيادة بالتعليم" ومعها ظهر لأول مرة مفهوم القائد المعلم .

ماذا يمكن أن نتعلم من الرب يسوع والتعاليم الكتابية عن القائد والقيادة؟

      1. المسيحية ومفهوم القائد المعلم:

"كان يسوع يطوف في الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 4: 23).

نتعلم من هذه الآية وآيات أخرى كثيرة مثلها الكثير عن فلسفة التعليم.

 فمنها نتعلم من هم المستفيدين من التعليم، حيث توضح الآية أن التعليم كان يشمل (كل الجليل) بما في ذلك الصغير والكبير، وأيضًا الريف والحضر.

 وعلى الرغم من أن الغرض من التعليم كان التغيير، إلا أن الهدف الأساسي من التغيير كان (البشارة بملكوت السموات)، وهو هدف سامى يرغبه ويسعى إليه كل الجمع.

وهذا ما ينبغى أن يكون عليه الهدف في أي تغيير إداري، حيث يجب أن ينصب الهدف على تحقيق مصالح ومنافع يرغبها ويسعى إليها كل المرؤوسين. ومن خلال تحقيق مصلحة ومنفعة من يشملهم التغيير تتحقق منفعة الإدارة.

ومن الآية نتعلم أيضًا الكيفية التي يمكن أن يتم بها التغيير والتعليم، وذلك من خلال وسيلة واحدة هي "المحبة".

لأنه في المحبة وللمحبة وبالمحبة كان يسوع يمارس كل أنواع الرحمة مع كل المتعبين والمعوزين (فكان يشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب). ويجب أن يستخدم كل قادة التغيير نفس المنهج الذي استخدمه يسوع المسيح في التعليم من المحبة والرحمة، عند قيامهم بأى تغيير إداري مطلوب.

وقد كان يسوع كمعلم لا يستخدم أسلوب الإجبار أو الإلزام في التغيير. فالمتأمل جيدا في "الموعظة على الجبل" التي يعتبرها البعض الدستور المسيحى الذي يجب الاسترشاد به في كل حياتنا نجد أن يسوع قد بدأ تعاليمه (بالتطويبات)، وكلمة طوبى تعنى (يالسعادة وهناء الشخص المطوَّب).

كما كان القائد المعلم يستخدم في تعاليمه كثيرًا صيغة (سمعتم أنه قيل... أما أنا فأقول...)، وكل هذه الأساليب توضح إلى أي مدى يدعو يسوع إلى التغيير والتعليم بهدوء وسلام بدون استخدام أي إلزام أو إجبار.

من جهة أخرى قد استعان يسوع  كإنسان في تعاليمه بكل أساليب التعليم المعروفة، وأهمها:

التعليم بالقول كمعلم وواعظ .

وبالفعـــــل كقـــائد وقــــدوة .

 والعلاج الجسدى والنفسى كطبيب ومُعالج .

 والروحي كراعي .

 وكذلك التعليم برفع المعنويات كأب... إلخ.

      1. المسيحية ومفهوم القائد القدوة:

"...تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). تعتبر هذه الآية من أجمل وأقوى الآيات التي تعلمناها من السيد المسيح، التي تعبر بحق عن مفهوم القائد القدوة.

وهذه الصفات ينبغى أن يتحلى بها القائد، لأنها تعكس بساطة القائد وعدم الكبرياء.

إن السيد المسيح كإنسان كان قائدًا بصفات خاصة يستحيل توافرها في أي قدوة بشرية، فلذلك نجده يتحدث لليهود عن نفسه بقوة متساءلًا: "من منكم يبكتني على خطية؟" (يو 8: 46).

ومن الصفات التي يجب أن يتمتع بها القادة ليكونوا قدوة ومثل أعلى لمرؤوسيهم والتي يحددها لنا الكتاب في سفر أعمال الرسل:

الإمتلاء بالروح

والحكمة

 والتمتع بسمعة طيبة (أع 6: 3).

إن هناك مظاهر وأمثلة كثيرة أعطاها لنا السيد المسيح كقائد معلم قدوة ومثل أعلى يجب أن يحتذى به، سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

* أن السيد المسيح كان قدوة ومثالًا لنا في كيفية الانصياع للحُكام والقوانين، فعندما سأله الفريسيون بدهاء "ماذا تظن؟ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟" أجاب يسوع: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت 22: 51 - 22). هذا وقد قام يسوع المسيح بالفعل بدفع ضريبة الهيكل الدرهمين له ولبطرس (مت 71: 42 - 72).

* كقدوة ضرب لنا يسوع المسيح أمثلة كثيرة في كيفية الحب والتسامح لعل من أهمها، ما نراه في قصة المرأة التي ضُبطت في ذات الفعل (يو 8: 2 -11).

      1. المسيحية ومفهوم القائد الجيد الإتصال(المتصل):

من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد هي "حسن التواصل".

والهدف من الإتصال بصفة عامة هو تبادل المعلومات بين الأفراد وبعضهم أو بينهم وبين الإدارة، وإيصال التوجيهات والإرشادات الإدارية اللازمة لسير العمل، مما ينعكس بالإيجاب على رفع درجة التفاهم والود بين القادة والمرؤوسين.

ولكن ماذا عن التعاليم المسيحية ومفهوم الإتصالات؟

للإجابة على هذا السؤال تعالوا نتأمل هذه الآيات

"أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين؟ فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها؟" (أع 2: 7، 8).

"فإني إذ كنت حرا من الجميع، استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قوما" (1 كو 9: 19 - 22)

      1. المسيحية ومفهوم القائد العادل:

إن العدل من الصفات الإلهية.

فالعدل كمفهوم موسع شامل أو كمعنى مطلق غير محدود لا يستطيعه غير إله غير محدود، يقيم العدل ويملك الرحمة: "لرَحمتكَ وعدلك أسبحك يا رب. أتَرنّمُ لك وأتفهم في طريق بلا عيب" (مز 101: 1، 2). "فَليعترفوا لاسمك العظيم لأنه مرهوب وقدوس، وكرامة الملك أن يحب العدل. أنت هيأت الاستقامة، أنت أجريت القضاء والعدل في يعقوب" (مز 99: 3، 4).

إن أول وأهم صفة يجب أن يتحلى بها أي ملك أو رئيس أو قائد هي (العدل). والعدل للقائد ليس فقط صفة مطلوب توافرها، ولكنه أيضًا وظيفة يجب أن يؤديها ويتمسك بها في كل قيادته وكذلك علاقته بمرؤوسيه، مما يرفع من ثقة مرؤوسيه في هذا القائد، فيسهل عملية القيادة ويزيد من إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة. والأكثر من ذلك أن العدل وصية كتابية يجب أن يلتزم بها القائد ويحققها بين مرؤوسيه: "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان، كل من يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك " (رو 2: 1). فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

وإذا كان الرب يوصى كل البشر بإقامة العدل فكم بالأحرى المسئولين والرؤساء والحكام. وكما يوصي الكتاب بضرورة العدل فأنه يحذر بشدة الظالمين وممن يحول الخير شر من القادة: "ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا" (أش 5: 20). " لأن موازين غش مكرهة الرب والوزن الصحيح رضاه" (أم 11: 1).

القديس بولس الرسول والقيادة

في رسالة بولس إلى تلميذه تيموثاوس الأولى يذكره ويعلمه مبادئ القيادة نستنتج منها ما يلي:

في الإصحاحين الأول والثاني يوجه بولس رسالته إلى "ابنه الحقيقي في الإيمان " تيموثاوس فيذكره أن له مرجعية،"أما أنت فتبعتني في تعليمي وسيرتي ومقاصدي وإيماني وصبري ومحبتي وثباتي…"(2تي3 :10)، أنا الذي ولدتكم في المسيح بالبشارة التي حملتها إليكم فاناشدكم أن تقتدوا بى كما اقتدى أنا بالمسيح. (1كو 4 :16 )

يحذر القديس تيموثاوس من المعلمين الكذبة و من خطر التعاليم الباطلة والخرافات الباطلة (1تيمو 4 : 7)

التمسك بالإيمان بقلب طاهر وضمير صالح وإيمان صادق مروضا نفسه بالتقوى (1تيمو4 : 8)

 يودع له التعاليم كوصية: فتستلمها لتجاهد خير جهاد بالإيمان و الضمير السليم .

يوصيه بالصلاة للخدمة و لجميع الناس…حتى تحيا حياة مطمئنة هادئة .

جعلني الله ( قائدا- معلما – خادما…) مبشرا رسولا أقول الحق ولا أكذب .

يرجو بولس القائد أن يبشر بكلام الله في كل حين وأن يربى تلاميذه و يوبخهم وينذرهم ويعظهم صابرا كل الصبر في التعليم (2 تيمو 4/2) ووديعا في تأديب المخالفين (2 تيمو 2/25) ، لطيفا ويعامل الناس بكل وداعة (تي 3/2) بقدر ما كان بولس شديدا ومستقيما وسريع في تقويم الناس صريحا، لديه من اللطف والوداعة في آن واحد. وكان يشير إلى أن اللطف من ثمار الروح (غلا 5/22)

يرجو بولس تيموثاوس أن يجتهد أن يكون رجلا مقبولا عند الله وعاملا لا يخجل في عمله ومستقيما في تعليم كلمة الحق( 2 تي 2 : 15 ) مبتعدا عن المماحكــات الغبيــة الحمقاء ( 2 تي 2 : 23 )

المؤهلات التي يجب أن تتوفر في القادة :

* كان الشمامسة في الكنيسة الأولى هم القادة و الخدام والمعاونون و المسئولون عن مساعدة الفقراء و الأرامل والمرضى و النساء أيضا كانت لهن نفس خدمة الشمامسة.

1- ذوى وقار وأمناء : فليعتبرنا الناس خداما للمسيح ووكلاء أسرار الله وكل ما يطلب من الوكلاء أن يكون كل واحد منهم أمينا " (1كو4/1). نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أمينا ف القليل فأقيمك على الكثير (مت 25/23)

2- لا ذوى لسانين  ليسوا من مروجي الشائعات و لا مخادعين .

3 - ليسوا مدمنين لأي نوع من المسكرات مثل الخمر والسجائر أو المخدرات

4 -لا يكتسبوا مالهم بطرق غير مشروعة ولا طماعين بالمكسب الغير سليم .

5 يكون لهم اتحاد بين إيمانهم وأخلاقياتهم بلا غش أو نفاق اى أن يحافظوا على الإيمان في ضمير صالح، باطنهم كظاهرهم.

6- إذا كانوا بلا لوم ، و المقصود أن الشخص المختار للقيادة قد خلت حياته من الأخطاء التي يمكن مهاجمته بتهم معينة وذلك بأن ترقى أخلاقياته وسلوكياته فوق كل الشبهات وكل انتقاد .

7- أن يكون خادما صالحا (1تيمو 4/6)

8 - على القائد أن يجاهد ويتعب لأنه واضع رجائه في الله الحي.(1 تيمو 4/10)

9 - لا تدع احد يستخف بشبابك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام و التصرف والمحبة و الإيمان والعفاف.(1تيمو 4/ 11)

10 - واظب على القراءة والوعظ (استمرار التعليم والبحث وتحديث أفكاره..) (1تيمو4/ 13)

11 - لا تهمل الموهبة التي فيك (1تيمو 4/14)

12 - أن يكرس القائد نفسه للخدمة (وان يتخصص و يعطى كل وقته واهتمامه ) حتى يظهر نجاحك لجميع الناس(1تيمو 4/15)

والذين يحسنون الخدمة / القيادة يقتنون لأنفسهم مكانة رفيعة وثقة عظيمة وتعد خطوة إلى ترقيتهم إلى درجة أعلى.(1تيمو 3/13)

والمجد لله دائما .