"أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا." (يوحنا 13: 13-15)
تشير القيادة المسيحية إلى الأسلوب والقيم التي يتبناها القادة المسيحيون في توجيه ورعاية الجماعات والأفراد. تستند هذه القيادة إلى تعاليم المسيح والكتاب المقدس، وتهدف إلى تعزيز الإيمان والمحبة والخدمة.
عند انضمامي لمؤتمرات هيئة Step Forward، تعلّمت الكثير عن القيادة المسيحية وتعريفها وكيفية ممارستها. لكن الأهم من ذلك، هو أنني لمست في قادتها ومعلميها النموذج الحقيقي الحي والفعّال للقيادة المسيحية، فهم يعكسون صورة المسيح. ولا يوجد مثال للقيادة المسيحية أفضل من الرب يسوع نفسه.
القيادة المسيحية تبدأ أولاً بالقدوة، من خلال تقديم مثال يشبه المسيح للآخرين. بعدها يأتي التواضع، حيث تبدأ من الأسفل إلى الأعلى. القائد الذي يغيره يسوع المسيح هو قائد يؤثر في الآخرين من خلال خدمته لهم بقوة المسيح، ولديه عقلية متواضعة ممزوجة مع وداعة القلب. العظمة الحقيقية في ملكوت الله تكمن في التواضع وخدمة الآخرين، اقتداءً بالمسيح الذي جاء ليخدم ويضحي بحياته من أجل الآخرين.
الأهم من كل هذا أن القيادة المسيحية تتطلب رؤية. القائد الفعّال، التابع لكلمة الله، قادر على توصيل هذه الرؤية بطريقة مُلهمة وواضحة، مع التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات الحكيمة، والعمل معًا في قيادة الآخرين لتحقيق هذه الرؤية وترجمتها إلى واقع.
كقادة، سواء في عائلاتنا أو أماكن عملنا أو مجتمعاتنا، نحن مدعوون لنعكس تواضع المسيح وخدمته. وهذا يعني وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتنا، والاستماع بنشاط، وقيادة مع الحب والرحمة.
القيادة المسيحية هي ببساطة أن نتشبّه بالمسيح، وتهدف إلى توجيه الأفراد والمجتمعات نحو حياة تعكس القيم المسيحية، لتحقيق تغيير إيجابي في العالم.