من منا كقائد أو مسؤول عن خدمة لم يهتم بسرعة النتائج ومشاركة النجاح مع فريقه أو خدمته؟ من منا لم يشعر أن نجاح الخدمة هو نجاح وإنجاز شخصي له؟
أقف أمام شخصية موسى، القائد العظيم الذي اُؤتمن على قيادة شعب كبير رغم محدودية خبراته كقائد. لكنه اعتمد على قيادة الرب نفسه، الذي هو صاحب الحكمة والمعية الأعظم. رأيت قمة النضوج عندما أعلن موسى النبي: "إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا."
(الخروج 33: 12-16)
[12] وقال موسى للرب: «انظر. أنت قلت لي: اصعد هذا الشعب، وأنت لم تُعَرِّفني من ترسل معي. وقد قلت: عرفتُك باسمك، ووجدت أيضًا نعمة في عينيّ. [13] فالآن، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك، فعلّمني طريقك حتى أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك. وانظر أن هذه الأمة شعبك». [14] فقال: «وجهي يسير فأريحك». [15] فقال له: «إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا، [16] فبماذا يُعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك؟ أليس بمسيرك معنا؟ فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض».
لكنني أفكر كثيرًا: كيف ستكون مشاعري لو قدت فريقي في مهمة معينة و كلل الرب جهودنا بالنجاح و آن الأوان كي نحتفل، ولكن طُلب مني عدم حضور الحفل بسبب بعض إخفاقاتي القديمة في الخدمة؟ بالطبع سأشعر بالإحباط، وسأتساءل كيف بعد هذا المجهود العظيم الذي بذلته لا أكون مع فريقي في هذه اللحظة المهمة؟ وقد أقرر أن أتوقف عن الخدمة التي لم تقدر مجهودي وتعب سنوات طويلة، ولكنها فقط نظرت لنقاط ضعفي.
لكنني في كل مرة أقف أمام شخصية موسى، القائد الحكيم، الذي قال له الرب بوضوح: "لن تدخل أرض الموعد." كيف أتصرف؟ كيف أتعامل مع الشعب؟ الحقيقة أن موسى استمر في المكان الذي ائتمنه الرب عليه دون تذمر. كان يرى الخدمة تكليفًا من القائد الأعظم. كان ينظر دائمًا إلى المكافأة السماوية. كان يتطلع لرؤية المجد بوجه مكشوف أكثر من اهتمامه بدخول أرض الموعد الأرضية. كان فرحًا لأنه يؤدي ما كلفه الرب به كقائد، بغض النظر عن المكافآت الأرضية.
يا رب، اجعلني دائمًا أضع أمام عيني أنني مجرد شخص مؤتمن على عملك. اجعلني أمينة في خدمتي وأعمل بما يرضي قلبك، ويكون قمّة نجاحي أن أنقص أنت تزيد. اجعلني أضع أمام عيني شخصك، وأكون مشبعة منك وحدك، حتى وإن لم تكن النتائج والمكافآت الأرضية مرضية لي.