القائد الذي تخلى عنه اتباعه
" فتركه الجميع وهربوا" مرقس 14: 50
في دراستنا لحياة الرب يسوع المسيح وخدمته نراه القائد العظيم الذي عرف دعوته وسار فيها ودعا الكثيرين ليكونوا معه ويكون لهم دعوة من الله لحياتهم. في بداية خدمة الرب يسوع كوّن فريق من الخدام ( تلاميذه ) وعلّمهم ودرّبهم وأحبهم وعاش معهم وخدمهم وأطعمهم ودافع عنهم وسار معهم رحلة ممتعه لأكثر من ثلاث سنين من التعليم والكرازة والمعجزات والتجوال والزيارات البيتية. كان القائد الخادم الذي أحب فريقه وبذل نفسه من اجلهم. ولكن في الحياة تأتي ظروف صعبة وتحديات ومشاكل تقلب المعادلات وتغير الأمور. وهذا ما حدث بالفعل مع الرب يسوع في انجيل مرقس اصحاح 15: 43 حيث اقبل يهوذا أحد تلاميذه والمؤتمن على الصندوق ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ لكي يلقوا القبض على الرب يسوع تمهيداً لمحاكته وصلبه.
بالحقيقة موقف صعب جداً للرب يسوع ان يرى أحد تلاميذه يخونه والأصعب أن كل تلاميذه وفريقه الكامل عندما رأوا العسكر قد قبضوا عليه، نقرأ هذه العبارة الصعبة " فتركه الجميع وهربوا" مرقس 14: 50
فعلا لحظات صعبة جداً جداً جداً على القائد وعلى الخادم وعلى المسيح نفسه. ماذا يفعل القائد عندما يتخلى عنه اتباعه. هل يفشل وييأس ويتراجع ويحقد ويترك الخدمة أم يستمر ؟
الرب يسوع المسيح يعلمنا أن يكون لنا خطوات للأمام، ألا نيأس و لا نفشل بل خطوة للأمام Step Forword .
ماذا يفعل القائد الذي يتخلى عنه اتباعه:
وهكذا عمل المسيح.
واجه الرسول بولس موقفاً مشابهاً في خدمته فهو يكتب في رسالته الأخيرة لتيموثاوس قبل استشهاده : 2 تيمو 4: 16- 18 فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ.
لكل قائد :